الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على الخير، وسعيك في التقرب إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يتقبل منك عملك الصالح، وهمتك في فعل الخير، أما ما سألت عنه من تأثير الصيام عليك سلبا فإننا نقول: إن الله تعالى فتح لعباده أبوابا كثيرة، ووجوها منوعة من الخير، وجعل الأعمال كالأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصيام، ورب رجل فتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصدقة، والذي ينبغي على العبد أن يجتهد فيما يسر الله من وجوه الخير، ويشتغل به عما عسر عليه.
وعلى هذا؛ فإذا كان الصوم يؤثر عليك بما ذكرت، فلك ـ إن شاء الله تعالى ـ أجر الهمة والعزم، وعليك أن تستبدله بما تنشط له من العبادة كالصدقة وبذل المال في وجوه الخير، وغير ذلك من أعمال البر التي تجد عليها طاقة، وقد كان ابن مسعود يقل من الصوم ويقول: إنه يمنعني من قراءة القرآن.
قال ابن رجب: فأفضل الصيام أن لا يضعف البدن حتى يعجز عما هو أفضل منه من القيام بحقوق الله تعالى أو حقوق عباده اللازمة، فإن أضعف عن شيء من ذلك مما هو أفضل منه كان تركه أفضل.
ولكن إن أخرجت المال فأخرجه بنية الصدقة، لا بدلا عن الصيام.
والله أعلم.