الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منّ عليك بالهداية للإسلام ونسأله تعالى أن يثبتك ويسددك ويشرح صدرك، واعلم أن الواجب عليك أن تجهر بدينك ما لم تخف ضررا فتكتمه حتى تقدر على الجهر به، وإلى أن تقدر على ذلك فأنت مطالب وجوبا بأن تؤدي فرائض الإسلام وتجتنب نواهيه بحسب القدرة والاستطاعة, وعليك أن تتصل بإخوانك المسلمين والجهات الشرعية في بلدك لترتيب إشهار إسلامك، ولتبلغ السلطات المعنية لحمايتك مما تخشى من ضرر، وراجع الفتويين التاليتين: 16789، 33946.
واعلم أن أولادك الصغار يتبعونك في الدين، جاء في الموسوعة الفقهية: إذا اختلف دين الوالدين بأن كان أحدهما مسلما والآخر كافرا، فإن ولدهما الصغير، أو الكبير الذي بلغ مجنونا، يكون مسلما تبعا لخيرهما دينا، هذا مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة.
وأما أولادك البالغون: فينبغي عليك دعوتهم إلى الإسلام وترغيبهم في الدخول فيه، وكذلك زوجتك. مع التنبيه إلى أنها إذا لم تسلم وبقيت على دينها ـ النصرانية ـ فلك إمساكها ولا تلزمك مفارقتها، قال ابن قدامة رحمه الله: وجملة ذلك أنه إذا أسلم زوج الكتابية قبل الدخول أو بعده، أو أسلما معا، فالنكاح باق بحاله، سواء كان زوجها كتابيا أو غير كتابي، لأن للمسلم أن يبتدئ نكاح كتابية، فاستدامته أولى.
والله أعلم.