الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس الأهم في هذا الموضوع أين يذهب المال؟ أيذهب إلى الكنيسة؟ أم إلى غيرها؟ ولكن الأهم من ذلك هو سوق الأبناء إلى هذه المدرسة التي قد تجرهم إلى الكفر جراً، وذلك خيانة للأمانة التي ائتمن الله الوالد عليها.
قال
القاضي أبو بكر بن العربي -رحمه الله-:
إن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش وقابل لكل ما يُمَال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة يشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عُوِّد الشر وأهمل شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيِّم به والوالي عليه. ومهما كان الأب يصون ولده من نار الدنيا فينبغي أن يصونه من نار الآخرة وهو أولى، وصيانته بأن يؤدبه ويهديه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من قرناء السوء. انتهى كلامه رحمه الله.
وأي قرناء سوء أعظم من المعلم الكافر الذي يتولى تعليم الطفل فيغرس فيه ما يشاء؟!!.. ومن ذلك محبة الكفار وما هم عليه من كفر وانحلال في الأخلاق وعدم اكتراث بالقيم، وكفى بذلك بلية!!.
فعلى هذا الأب أن يتقي الله عز وجل ويجنب أولاده سبب الهلاك فإن الله عز وجل يقول:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].
وما يتعرض له الأخ السائل إنما هو ثمرة من ثمار الإقامة في بلاد الكفار، وقد سبق بيان حكم ذلك في جواب سابق برقم:
714 فليراجع.
والخلاصة أنه لا يجوز سوق الأبناء إلى مثل هذه المدارس لما في ذلك من محظورات وإن سلم -وهو غير مُسَلَّم- أن المنهج خال من الكفر، فإن المعلم قادر على أن يغرس في نفوس الأطفال الكفر وغيره وإن لم يكن من مفردات المنهج الدراسي المقرر.
والله أعلم.