الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المذكور حديث صحيح كما قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
ومعناه أن الله تعالى قد أنعم على أهل الجنة بالجمال وتمام القوة وعنفوان الشباب؛ لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم قال ابن القيم في نونيته:
ألوانهم بيض، وليس لهم لحى.. جعد الشعور، مكحّلوا الأجفان.. هذا كمال الحسن في أبشارهم.. وشعورهم، وكذلك العينان"
ووجود اللحية على الشخص دليل على تغير حاله، والانتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى، وليس ذلك من شأن أهل الجنة الذين لا يفنى شبابهم ولا يزول نعيمهم..
واللحية من سنن الفطرة في الدنيا، أما الآخرة فليس فيها تكليف ولا عمل، ولا أمر ولا نهي.. وإنما هي دار الجزاء والنعيم المقيم الأبدي؛ فعدم وجود اللحية فيها ليس دليلا على جواز حلقها، والذي أخبرنا بنعيم الجنة وصفة أهلها هو الذي أخبرنا أن إعفاء اللحية من سنن الفطرة، وهو الذي أمرنا بتوفيرها، ونهانا عن حلقها كما لا يخفى عليك.
ولذلك لا يمكن أن يستدل بهذا الحديث على جواز حلق اللحية.
والله أعلم.