الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه أوَّلا على أن إقدامك على الجماع في نهار رمضان عمدا معصية شنيعة، فعليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى والإكثار من الاستغفار وعقد العزم على أن لا تعود لمثل هذا الذنب.
وهذا الجماع مرتين في يومين تترتب عليه كفارتان، وكفارة الجماع هنا على الترتيب على مذهب الجمهور كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 1104 وبالتالي ـ فبعد تعذر العتق ـ يجب عليك صيام شهرين متتابعين، فإن عجزت عن الصيام عجزا حقيقيا فأطعم ستين مسكينا.
وقد اختلف أهل العلم في الاجتزاء بتمكين المسكين من الطعام وعدم إجزائه ووجوب تمليكه، وتراجع لذلك الفتوى رقم: 74848 أما وضع الكفارة في مكان وجود الفقراء -إن كان هو مقصود السائل- فلا يعتبر تمكينا ولا تمليكا له، والقدر الواجب عند التمليك لكل مسكين هو مُدٌ من طعام (750 جراماً) من غالب طعام أهل العلم، وذهب الكثير إلى أن الواجب نصف صاع (كيلو ونصف تقريباً)، وهو أحوط للدين وأبرأ للذمة، وراجع المزيد في الفتوى رقم : 112903
والله أعلم.