الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أقبح ما ارتكبت وأعظم ما اقترفت من الإثم، فاجتهد في التوبة النصوح، فإن بابها مفتوح لا يغلق في وجه أحد وأكثر من فعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأما الكفارة اللازمة لك فهي عتق رقبة، فإن عجزت عنها فصيام شهرين يشترط تتابعهما، وإن عجزت عن الصيام فإطعام ستين مسكينا، وعليك عن كل جماع كفارة على الراجح، لأن كل يوم عبادة مستقلة لا تفسد بفساد الأخرى، وراجع الفتوى رقم: 6733.
ويلزم أن يكون الشهران متتابعين فلا يجزئ صومهما متفرقين، وانظر الفتوى رقم: 110175.
وما ذكرته من تحرجك من ذكر سبب الصوم ليس عذرا يبيح لك ترك ما أوجبه الله عليك، فإن في وسعك أن تصوم دون أن يشعر أحد، وفي وسعك أن تعرض بأي شيء يمكنك التخلص به من هذا السؤال كأن تقول هذا صوم لزمني والأسباب التي يلزم بها الصوم متعددة كالنذر، ويمكنك أن تنذر صيام ما لزمك من الكفارة ثم تخبر بأنك تصوم عن نذر نذرته والمقصود أنه لا عذر لك في ترك ما أوجبه الله عليك، وأما المرض والسفر، فإن الفطر بهما لا يقطع التتابع، فلو مرضت في أثناء الشهرين فإنك تبني على صيامك ولا تستأنفه، وكذلك السفر إن لم يكن بقصد الفطر، وانظر الفتويين رقم: 107608، ورقم: 171805.
والله أعلم.