الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال كما وصفت من كون الدم قد تجاوزت مدة خروجه خمسة عشر يوما والتي هي أكثر الحيض في قول الجمهور فإنه قد ثبت بذلك كونك مستحاضة، والواجب عليك أن ترجعي إلى عادتك السابقة فتجلسينها إن كنت تعرفينها ثم تغتسلي بعد انقضائها وتعدي ما زاد استحاضة، فإن لم تكن لك عادة عملت بالتمييز الصالح، فإن لم تكوني مميزة فإنك تجلسين ستة أيام أو سبعة كغالب عادات النساء وتعدين ما زاد عليها استحاضة وتغتسلين بعد انقضاء المدة المعدودة حيضا ثم إن كان الدم يجري في جميع الوقت بحيث لا تجدين زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة فإنك تتحفظين بشد خرقة أو نحوها على الموضع وتتوضئين لكل صلاة عقب دخول وقتها وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل. وإن كان الدم ينقطع في وقت معلوم يمكنك أن تتوضئي فيه وتصلي فإنك تنتظرين حتى يجيء هذا الوقت فتستنجين وتتوضئين وتصلين، ولك بعد هذا جميع أحكام الطاهرات حتى تجيء تلك المدة المعدودة حيضا من الشهر التالي فتجلسينها، وهذا كله مبين في فتاوى كثيرة انظري منها الفتاوى التالية أرقامها: 166907 165127 159833 156433 139980. وأما ما تركته من صلوات في الأيام التي كنت تظنينها حيضا فبان أنك كنت فيها مستحاضة فالواجب عليك قضاؤها إبراء للذمة فإنها دين في ذمتك، ودين الله أحق أن يقضى، ولبيان كيفية القضاء انظري الفتوى رقم: 70806.
والله أعلم.