الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كنت تقصدين بقولك: { يبدو أني سأصوم في الغد } أنك عازمة على الصيام ولست مترددة, وقلت ذلك في ليلة اليوم الذي أردت صيامه فقد تحققت نية الصوم بهذا، وكان الواجب عليك إكماله ولم يجز قطعه, لأن قطع صوم الفرض بعد الشروع فيه لا يجوز؛ لقوله تعالى: { ... وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } سورة محمد : 33 .
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: القضاء إذا كان قضاء عن واجب كقضاء رمضان، فإنه لا يجوز لأحد أن يفطر إلا لضرورة، لأن القاعدة الشرعية: أن كل من شرع -أي بدأ- في واجب فإنه يجب عليه إتمامه إلا لعذر شرعي. اهـــ.
والواجب عليك في هذه الحال قضاء ذلك اليوم مع التوبة، ولا يلزمك غير هذا .
وأما إن كنت مترددة في الصيام ولست متيقنة فإن النية لم تتحقق، وبالتالي لا حرج عليك في فطر ذلك اليوم بعد الشروع في صيامه, وكذلك إذا نويت ولكن قبل دخول ليل ذلك اليوم فإن نية الصيام لا تصح قبل الليل في صوم الفريضة؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 112808.
والله تعالى أعلم