الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما نصحناك به من الإعراض عن الوساوس هو العلاج الأمثل لهذا الداء العضال، فاستمر في مدافعة هذه الوساوس وتجاهلها وعدم الالتفات إليها إلى أن يشفيك الله تعالى منها تماما، وانظر الفتوى رقم: 51601 ورقم: 134196 ولو عرض لك الوسواس في ترك ركن في الصلاة فلا تلتفت إليه واعلم أن صلاتك مقبولة إن شاء الله، لأننا مكلفون بالعمل بهذه الأحكام الظاهرة ولو كانت مخالفة لما في نفس الأمر فلا تبعة على المكلف لأنه فعل ما أمره به الله تعالى، وقد فعلت ما شرع لك حين تجاهلت الوسوسة، فلا يضرك لو كان ما في باطن الأمر بخلاف ما عملت به، ولا تعد الصلاة البتة إلا إذا تيقنت يقينا جازما أنك أتيت بما يوجب إعادتها، وإعادة الصلاة لأجل ترك الخشوع قد بينا حكمها في الفتوى رقم: 136409 وأما الذي يترخص بهذه الرخصة فهو من علم أن ما يعرض له من الشكوك إنما هو وساوس وأوهام، وقد ضبطه فقهاء المالكية بأن يعرض ذلك ولو مرة في اليوم، ولو فرض أن الوسوسة خفت فلم تجد لها أثرا مدة فاعمل بما يعمل به المعافى، ثم إن عاودتك في مدة أخرى وكثرت لديك الشكوك فاعمل بما يعمل به المبتلى بالوسوسة من الإعراض عن الوساوس وتجاهلها، نسأل الله أن يتم عليك نعمة العافية من هذا الداء.
والله أعلم.