الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تفعلونه من تكرير الأذان وإعادته إذا أردتم الصلاة قد أجازه كثير من أهل العلم، وكرهه آخرون منهم.
قال في المحيط البرهاني: تكرار الأذان مشروع في الجملة كما في صلاة الجمعة، فأما تكرار الإقامة، فغير مشروع. انتهى.
وقال في منح الجليل: (وَ) جَازَ (تَعَدُّدُهُ) أَيْ الْمُؤَذِّنِ أَيْ تَأْذِينٌ مُتَعَدِّدٌ فِي مَسْجِدٍ أَوْ غَيْرِهِ، حَضَرٍ أَوْ سَفَرٍ أَوْ يَحْتَمِلُ أَنَّ الضَّمِيرَ لِلْأَذَانِ لَكِنْ يُقَيَّدُ بِتَعَدُّدِ الْمَكَانِ كَمَسَاجِدَ أَوْ أَرْكَانِ مَسْجِدٍ وَاحِدٍ وَيُكْرَهُ تَعَدُّدُهُ فِي مَكَان وَاحِدٍ، نَصَّ عَلَيْهِ سَنَدٌ لِأَنَّهُ يُشَكِّكُ السَّامِعَ. انتهى.
فإذا علمت هذا فلو تركتم هذا الفعل اكتفاء بالأذان الأول وخروجا من الخلاف وحذرا من التلبيس على السامعين وموافقة للمعروف في السنة فهو أولى، وقد عرفت أن كثيرا من العلماء يجيزون هذا الفعل، وسواء كانت إعادة الأذان أو تكراره مكروهة أو غير مكروهة فلا أثر لها على صحة الصلاة.
والله أعلم.