الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذي يظهر من كلام بعض أهل العلم أن إيصال طلبات الطعام إلى مثل هذه الأماكن فيه نوع إعانة لهم على فجورهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: إنما أحلها ـ أي الطيبات ـ لمن يستعين بها على طاعته، لا لمن يستعين بها على معصيته، كما قال تعالى: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين...ولهذا لا يجوز أن يعان الإنسان بالمباحات على المعاصي مثل من يعطي الخبز واللحم لمن يشرب عليه الخمر ويستعين به على الفواحش. انتهى.
وبناء عليه، فيجب عليك الامتناع من نقل تلك الطلبات ولو أدى ذلك إلى فصلك من العمل ما لم تكن محتاجا للبقاء فيه لكسب قوتك ومن تعول بأن كنت لا تجد عملا غيره وليس عندك ما تنفق منه غير ما تكسبه من ذلك العمل، ونذكرك بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، والرزق من عنده سبحانه، وقد قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ 3}.
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 33520.
والله أعلم.