الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن برّ الوالدين من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات، وأن طاعتهما في المعروف واجبة، فإذا أمرك والداك بأمر ليس فيه معصية لله وكان لهما فيه مصلحة وليس عليك ضرر فيه، فالواجب عليك طاعتهما فيه سواء كانوا حاضرين أم غائبين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) : وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ. الفتاوى الكبرى لابن تيمية.
وقال النفراوي: والحاصل أنه يجب برهما بالقول والجسد بالباطن والظاهر. الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
أما مجرد علمك بأنهما يحبان منك فعل شيء مباح أو تركه، فلا يجب عليك الفعل أو الترك لكن يستحب، وإذا أمراك بما لا منفعة لهما فيه أو بما يضرك فلا تجب عليك طاعتهما في ذلك، وعليه فإن بر الوالد وطاعته لا تعني إلغاء شخصية الابن ومنع استقلاله بنفسه، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم : 76303
والله أعلم.