الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد دلت الآثارعلى فضل صلاة النافلة بين العشاءين، وأنها سبب لغفران الذنوب إضافة إلى أجر الصلاة عموما، وتسمى صلاة الغفلة، لأنه وقت غفلة الناس عن الصلاة وانشغالهم بما سواها، كما تسمى صلاة الأوابين، وانظر الفتوى رقم: 167167.
أما هل الأفضل ما تقوم به أم غيره؟ فذلك راجع إلى الخلاف في أيهما أفضل طول القيام مع تقليل الركعات أو كثرة الركعات والسجود وتقصيرالقيام، فذهب بعض أهل العلم إلى أن طول القيام أفضل من تكثير الركعات، بدليل ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة طول القنوت.
قال النووي رحمه الله: تطويل القيام عندنا أفضل من تطويل السجود والركوع وغيرهما، وأفضل من تكثير الركعات. انتهى.
فعلى هذا القول فإن الأفضل أن تطيل القراءة وتقرأ وردك، أما على القول بأن كثرة السجود أفضل فالأفضل ما تقوم به من تكثير الركعات المستلزم لكثرة السجود، ومن العلماء من فصل فاستحب تطويل القيام بالليل دون النهار فيستحب فيه الإكثار من الركوع، وهذا يؤيد أن تطويل القراءة في حقك أفضل، لأن ما بين العشاءين من الليل، وانظر الفتويين رقم: 177163، ورقم: 171407.
وعلى كل، فأنت مأجور على كل حال ـ إن شاء الله تعالى ـ ويرجى أن لا تكتب من الغافلين بما تقوم به من الصلاة بين المغرب والعشاء، وأن تنال الأجر الموعود على قيام الليل، وأن تكون من المقنطرين ـ بإذن الله ـ إذا قمت بالألف آية. ولتنظر الفتويين رقم: 128498، ورقم: 134878
والله أعلم.