الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس لنا تصور عن هذا الحجاب المذكور، وننصح بسؤال أهل العلم هنالك عنه، ثم إنه قد فسر أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم: رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ـ بأنهن يعظمن رءوسهن بالخمر ـ جمع خمار ـ والعمائم أو بصلة الشعور حتى تشبه أسنمة البخت في ارتفاعها، قال الحميدي في تفسير غريب ما في الصحيحين: يعظمن رؤسهن بالخمر والعمائم أو وصلة الشعور حتى تشبه أسنمة البخت في ارتفاعها. اهـ.
وقال المناوي: يجعلن على رءوسهن ما يكبرها ويعظمها من الخرق والعصائب والخمر حتى تصير تشبه أسنمة الإبل.
قال ابن العربي: وهذا كناية عن تكبير رأسها بالخرق حتى يظن الرائي أنه كله شعر. انتهى.
وقال النووي: وَمَعْنَى: رُءُوسهنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت ـ أَنْ يُكَبِّرْنَهَا وَيُعَظِّمْنَهَا بِلَفِّ عِمَامَة أَوْ عِصَابَة أَوْ نَحْوهمَا..... قال المازري: ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ولا ينكسن رؤوسهن، واختار القاضي أن المائلات تمشطن المشطة الميلاء، قال: وهي ضفر الغدائر وشدها إلى فوق وجمعها في وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت، قال: وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت إنما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل السنام، قال ابن دريد: يقال ناقة ميلاء إذا كان سنامها يميل إلى أحد شقيها. اهـ.
والله أعلم.