الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن صحة الوضوء متوقفة على إزالة كل ما يمنع مباشرة الماء للبشرة، لكن ما دامت السائلة لا تعلم متى حدث الحائل المذكور فيحتمل أنه حدث قبل آخر صلاة ويحتمل حدوثه بعدها أيضا، وهذا الاحتمال الأخير هو المعتبر، لأنه هو الأقرب.. فقد ذكر الفقهاء أن كل حادث احتمل حدوثه في زمنين أضيف إلى أقربهما.
وعليه؛ فلا تطالبين بقضاء لهذا السبب، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. انتهى.
وفي مواهب الجليل على مختصر خليل في الفقه المالكي: نقل البرزلي أيضا عن بعض المتأخرين فيمن صلى ثم وجد في عينه عمشا أنه قال: صلاته صحيحة إن شاء الله تعالى إن دلك عينيه بيديه في وضوئه، ويحتمل أنها صارت بعد الصلاة. انتهى. ذكره في موضعين.
قلت: والظاهر أن هذا ليس خاصا بالقذى، بل كل حائل حكمه كذلك، وإذا وجد بعد الوضوء وأمكن أن يكون طرأ بعد الوضوء فإنه يحمل على أنه طرأ بعد الوضوء، وهذا جار على المشهور فيمن رأى في ثوبه منيا فإنه إنما يعيد من آخر نومة نامها. انتهى.
وعليه؛ فصلاتك صحيحة, وانظري الفتويين رقم: 137209، ورقم: 137404.
والله أعلم.