الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراحة النفسية تتحقق للمسلم بعدة أمور جماعها في الإيمان وعمل الصالحات واجتناب الكفر والمعاصي والسيئات، وقد سبق لنا ذكر جملة من هذه الأمور بالفتاوى التالية أرقامها: 102116، 19686، 117997، فنرجو مراجعتها للأهمية.
وصحبة الصالحين ومجالستهم وحضور مجالس العلم مما يعين على راحة النفس، وكذلك صرف المسلم همته إلى الآخرة وترفعه عن الدنيا ودناءتها مما يعين على ذلك، روى ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك.
وروى الترمذي عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له.
وهنالك أشياء مادية لها أثرها في الراحة وطمأنينة القلب، لكنها لا تستقل بذلك، فإن عدم الإيمان ربما كانت وبالا على صاحبها في الدنيا والآخرة، عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء. رواه أحمد وغيره.
والله أعلم.