الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ سيدنا أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ أعلى مراتب الإيمان واليقين التي يمكن بلوغ من بعد الأنبياء لها، فقد ثبت عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بسند صحيح، أنه قال: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم. أخرجه البيهقي وإسحاق بن راهويه في مسنده، والإمام أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة.
وهو رضي الله عنه خير الناس بعد الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، ومع هذا الفضل فإنه لا يصل إلى درجة الأنبياء في اليقين، وقد نص جمع من أهل العلم على أن الأنبياء لم يبلغ أن يوازيهم في الفضل ولي ولا صديق ولا غيره، قال شيخ الاسلام: قد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء، وقد رتب الله عباده السعداء المنعم عليهم أربع مراتب فقال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ـ وفي الحديث: ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر. اهـ.
وقال الكلاباذي: أجمعوا جميعا أن الأنبياء أفضل البشر وليس في البشر من يوازي الأنبياء في الفضل لا صديق ولا ولي ولا غيرهم وإن جل قدره وعظم خطره، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ـ رضى الله عنه: هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ـ يعني أبا بكر وعمر ـ فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهما خير الناس بعد النبيين، قال أبو يزيد البسطامي: آخر نهايات الصديقين أول أحوال الأنبياء، وليس لنهاية الأنبياء غاية تدرك. اهـ.
والله أعلم.