الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكم العمل في موقع الإشهار هذا ينبني على ما يتم العمل فيه، فإن كان فيما هو مباح من الأنشطة والروابط والدعاية وغير ذلك فلا حرج فيه ولا فيما يؤخذ عليه من أجر، وأما لو كان للأمور المحرمة فلا يجوز، ولو كان للأمرين معا ويطلب من العامل العمل فيهما لم يجز أيضا، وأما مسألة الاختلاط: فإن تم الالتزام بالضوابط الشرعية من غض البصر وعدم الخلوة بالنساء أو الحديث معهن حديثا محرما فلا حرج في العمل حينئذ وإلا فلا، والأولى لك هو البحث عن عمل تأمن فيه من الفتنة على دينك وتجد فيه من يعينك على الالتزام والطاعة، لأن الصحبة ساحبة وقد قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف:28}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة. رواه البخاري ومسلم.
ولمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 60438، 63048، 64937.
والله أعلم.