الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قراءة القرآن لا بد فيها من تصحيح ألفاظه، ولا يمكن ذلك إلا بالتلقي والسماع؛ فقد قال الله تعالى لنبيه- صلى الله عليه وسلم- :فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. القيامة، الآية: 18. وانظر الفتوى: 22551 ، وما أحيل عليه فيها.
وكما أن تصحيح ألفاظ القرآن مطلوب شرعا، فإن تدبره وتفهم معانيه مطلوب كذلك، قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ. ولكن من قرأ شيئا منه سرا أو بدون تدبر.. فإنه يؤجر على التلاوة لقوله- صلى الله عليه وسلم-: من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة.. الحديث رواه الترمذي، فيدخل فيه المتدبر وغيره، ويدخل فيه من لا يفهم اللغة التي نزل بها القرآن، ولكن التدبر أمر مهم، ويتأكد على من يستطيعه أن يحرص عليه. وانظر الفتوى: 133659 وما أحيل عليه فيها.
وبخصوص سؤالك فإنه إذا كان الاستماع إلى القارئ والقراءة معه أو تتبع قراءته أنفع لك فلا مانع منه لتحصيل فضيلة الاستماع والقراءة إذا لم يؤد ذلك إلى تخليط وتجاوز.. وانظر الفتويين: 2003، 25371 للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.