الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أجر الطاعة متوقف على صحتها وقبولها، فإذا قبل عمل المسلم أجرعليه سواء عمله دون اتخاذ ما يحثه عليه، أم عمله بعد مجاهدة نفسه وحثها عليه، وقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 140695، أن أداء العبادة بطيب نفس وانشراح صدر مما يستوجب به صاحبه كمال الأجر.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن الإتيان بالعبادة بانشراح وارتياح إليها دون مجاهدة أفضل ممن يأتي بها وهي ثقيلة عليه، ففي شرح بلوغ المرام للشيخ عبد الكريم الخضير في قول لأهل العلم: أن من يقبل على العبادة وهي ثقيلة عليه له أجران أجر المجاهدة مجاهدة النفس وأجر أداء العبادة، لكن المقطوع به أن من يأتي إلى العبادة منشرح النفس مقبل إليها مرتاح بها أفضل بلا شك، لأنه تعدى مرحلة المجاهدة. انتهى.
وإذا كانت العبادة شاقة على النفس فلا بد من مجاهدتها عليها إذا كانت واجبة، ولا يطالب بنذر أو عهد أو نحو ذلك مما تستحث به النفس على العبادة سواء كانت واجبة أم غير واجبة، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 71832.
والله أعلم.