الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أهْوَنُ أهلِ النَّار عَذاباً أبُو طالِب وهوَ مُنْتَعِلٌ بنَعْلَيْنِ مِنْ نارٍ يَغْلِي مِنْهُما دِماغُهُ.
وقوله: أهل النار ـ من العام المراد به الخصوص، ومعناه أهون الكفار من أهل النار عذابا، فليس هو أهون عذابا من أهل التوحيد الذين مآلهم إلى الجنة، فإن عذاب هذا لا انقطاع له، ولذا قال القاري في المرقاة في شرح هذا الحديث: أهْوَنُ أهلِ النَّار عَذاباً ـ أي من الكفار ـ أبُو طالِب. انتهى.
ومن ثم استدل بالحديث على تفاوت الكفار في العذاب، قال الحافظ ـ رحمه الله: وَأَمَّا تَفَاوُتُ الْكُفَّارِ فِي الْعَذَابِ فَلَا شَكَّ فِيهِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَل من النَّار ـ وَتَقَدَّمَ قَرِيبًا الْحَدِيثُ فِي أَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا. انتهى.
والله أعلم.