الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بالجد في حفظ القرآن الكريم، فقد وردت نصوص كثيرة في فضل حفظه كقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. أخرجه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأ بها. رواه أحمد و أبو داود و الترمذي و النسائي وصححه الألباني.
وقوله صلى الله عليه وسلم : إن لله أهلين في الناس، قيل من هم يا رسول الله قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهما.
قال في شرح سنن ابن ماجه: قال في النهاية: أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله والمختصون به اختصاص أهل الإنسان به. انتهى.
واحمد الله أن أعطاك شيخا يحرضك على الحفظ، فكن نشيطا معه واعمل بأوامره، واعلم أن الإخلاص أمره عظيم وشأنه كبير، فعلى العبد أن يسعى في تحصيله، وأن يحذر من الانزلاق في مصائد الشيطان، فإن الشيطان حريص على إفساد عبادة المسلم بكل وسيلة، فإذا فاته من جهة المعاصي والشهوات جاء إليه من جهة العبادة والطاعات.
فننصحك بأن تجاهد نفسك، ولا تتوقف عن الحفظ ولا عن صلاة النفل، ولا تنس أنه إذا كان العمل لأجل الناس رياء، فإن تركه لأجلهم كذلك، وقد قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما. كما في شعب الإيمان.
وعليك بالاستعانة بالله تعالى، والإكثار من دعاء: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه.
وقد بينا في الفتوى رقم: 3913 أنجح الوسائل وأفضلها لحفظ كتاب الله عز وجل.
كما بينا بعض علاج الرياء، في الفتوى رقم: 8523. فراجعهما
والله أعلم.