الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما كان يفعله صديقك لا يجوز ولو كان بقصد المزاح، وقد أحسنت عند ما نصحته ومنعته من هذا الفعل المشين، فأنت مشكور ومأجور -إن شاء الله تعالى- على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وسبق أن بينا أن اللوطية أنواع ومراتب انظر الفتويين : 32575، 61398 .
وأما الابتعاد عنه.. فإن كان قد ترك هذا الفعل وصلح حاله فلا يلزمك الابتعاد عنه، وإن كان لم يتركه أو كنت تخشى منه فعليك أن تبتعد عنه فإن السلامة لا يعدلها شيء.
وبخصوص نظر العورة المغلظة ممن بلغ العاشرة فإنه لا يجوز تعمده. جاء في كتاب الإنصاف للمرداوي الحنبلي "الصغير بعد العشر كالبالغ، ومن السبع إلى العشر عورته الفرجان"
ولكن مجرد رؤية العورة بدون قصد لا إثم فيها ولا حساب عليها؛ فقد قال الله تعالى " وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، والصبي إذا لم يبلغ سن الحلم فإنه لا حساب عليه، فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. ولذلك فإنه لا إثم عليك إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.