الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقول بأن الحروف بعضها حروف سعد وبعضها حروف نحس لا دليل عليه، وهو من كلام المشعوذين. وهذا العلم من علوم الشر التي لا خير فيها ؛ فقد روى البيهقي في السنن وعبد الرزاق في المصنف وغيرهما عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن قوما يحسبون أبا جاد وينظرون في النجوم ولا أرى لمن فعل ذلك من خلاق" ورواه الطبراني في الكبير مرفوعا بلفظ "رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة". وجاء في تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب : "هذا الأثر ذكره المصنف عن ابن عباس، ولم يعزه، وقد رواه الطبراني عن ابن عباس مرفوعًا، وإسناده ضعيف، ولفظه: "رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم ليس له عند الله من خلاق يوم القيامة". ورواه أيضًا حميد بن زنجويه عنه بلفظ "رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق".
قوله: (ما أَرى) . يجوز فتح الهمزة من "أرى" بمعنى: لا أعلم له عند الله من خلاق، أي: من نصيب، ويجوز ضمها بمعنى: لا أظن ذلك لاشتغاله بما فيه من اقتحام الخطر والجهالة وادعاء علم الغيب الذي استأثر الله به، وكتابة أبي جاد وتعلمها لمن يدعي بها معرفة علم الغيب هو الذي يسمى علم الحرف. ولبعض المبتدعة فيه مصنف، فأما تعليمها للتهجي وحساب الجمل، فلا بأس بذلك.
ولذلك فاستخدام الحروف لمعرفة الاسم المحظوظ هو من الشعوذة والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يجوز للمسلم أن يلتفت إليها - كما أشرنا- فننصح السائلة بتجنب هذا والابتعاد عنه.
وأما تسمية البنت باسم : هيا؛ فلا مانع منه شرعا؛ لأنه حرف نداء للبعيد، ومعناه في اللغة: تعال أو أقبل.. وانظري ضابط الأسماء المكروهة والممنوعة في الإسلام في الفتوى: 12614.
والله أعلم.