الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المشار إليه رواه الترمذي وغيره، ورواية الترمذي: عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: الغنيمة الباردة: الصوم في الشتاء. وصححه الألباني.
والمراد بالحديث أن الصائم في الشتاء ينال أجر الصوم دون تعب كبير فهو لن يعطش عطشا شديدا لوجود البرد، ولن يجوع كثيرا لقصر نهار الشتاء، فشبه الأجر هنا بالغنيمة التي يغنمها المجاهد دون أن يصطلي نار حرب دونها، لقلة مشقة الصوم في الشتاء، ففي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء ـ لوجود الثواب بلا تعب كثير، وفي الفائق: الغنيمة الباردة هي التي تجيء عفوا من غير أن يصطلي دونها بنار الحرب ويباشر حر القتال في البلاء ـ وقيل هي الهيئة الطيبة مأخوذة من العيش البارد... والمعنى أن الصائم يحوز الأجر من غير أن يمسه حر العطش أو يصيبه ألم الجوع من طول اليوم. انتهى.
وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير: الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء ـ أي الصوم فيه يشبه الغنيمة الباردة بجامع أن كلا منهما حصول نفع بلا تعب. انتهى.
والله أعلم.