الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذكر المشار إليه ورد في حديث صحيح رواه مسلم وغيره عن ثوبان- رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام.
والسلام من أسماء الله الحسنى.
ومعنى الحديث كما جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود وغيره: "اللهم أنت السلام" أي من المعائب والحوادث والتغير والآفات.. (ومنك السلام ) أي منك يرجى ويستوهب ويستفاد، ( تباركت ) أي تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا أو تعالى صفاتك عن صفات المخلوقين ( يا ذا الجلال والإكرام ) أي يا مستحق الجلال وهو العظمة وقيل الجلال التنزه عما لا يليق وقيل الجلال لا يستعمل إلا لله والإكرام الإحسان وقيل المكرم لأوليائه بالإنعام عليهم والإحسان إليهم.
وأما الحديث الثاني فقد رواه البخاري وغيره عن رفاعة بن رافع الزرقي قال : كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده. قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال من المتكلم قال أنا قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول.
ومعنى : حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه" الثناء على الله عز وجل وحمده.. أي نحمدك اللهم حمدا كثيرا ونثني عليك ثناء عظيما مباركا فيه ومباركاً عليه ، ومعنى طيبا: أي خالصا صالحا أو نظيفا من الرياء .
والله أعلم.