الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهكذا الذنوب ـ أيتها الأخت الكريمة ـ يأخذ بعضها برقاب بعض ويحمل بعضها على فعل بعض، فتجر الصغائر إلى أمثالها وإلى الكبائر، ولذا كان الواجب على المسلم أن يحذر الذنوب جميعها صغيرها وكبيرها، وأن يعلم أن الله تعالى مطلع عليه ناظر إليه، فليستحي العبد أن يجعل الله تعالى أهون الناظرين إليه، وما تفعلينه من السحاق ونحوه هو من كبائر الذنوب، ولكنك لو أقبلت على الله بصدق وأخلصت في التوبة وجاهدت نفسك على ترك الذنب فإنه تعالى سيعينك على ذلك، واعلمي أن معاودتك الذنب لا تضرك إن عدت فتبت منه توبة صادقة مستوفية لشروطها، فإن الله تعالى غفور رحيم، فلا تيأسي من رحمة الله وأكثري من دعائه بأن يصلح قلبك ويرزقك التوبة النصوح، ومن أهم ما يعينك على التوبة والاستقامة مصاحبة الأخيار وترك مصاحبة الأشرار الذين يحملون على مخالفة الشرع ويدعون إلى المعصية، والاجتهاد في الدعاء والإكثار من النوافل ولزوم ذكر الله تعالى وسماع الأشرطة والمحاضرات الوعظية وقراءة كتب الوعظ والرقاق التي تذكر بالله تعالى واطلاعه على العبد وإدمان الفكر في أسماء الرب وصفاته، والحذر من بطشه وعقابه والتفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام التي لا ينجو منها إلا من أصلح عمله، وتذكر الموت دائما واستحضار أن الآجال مغيبة والموت قد يأتي بغتة، وهو إذا جاء لم يفرق بين شاب وشيخ ولا بين صغير وكبير، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، فهذه بعض الوسائل المعينة لك على التوبة ـ بإذن الله تعالى ـ وراجعي الفتويين رقم: 162901، ورقم: 155315.
نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.
والله أعلم.