الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرجوع العبد للذنب بعد توبته منه لا يضره ـ إن شاء الله ـ إذا عاد فتاب منه مرة أخرى، فمهما تكرر ذنب العبد فإن الله تعالى يقبل توبته إذا استوفت التوبة شروطها، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنّ عَبْداً أصابَ ذَنْباً فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ فاغْفِرْهُ، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أَن لهُ ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثمَّ مَكَثَ مَا شاءَ الله ثمَّ أصابَ ذَنْباً فَقَالَ: رَبِّي أذنَبْتُ آخَرَ فاغْفِرْ لي، قالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أَن لهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذّنْبَ ويَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثمَّ أصابَ ذَنباً فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ آخَرَ فاغْفِرْ لي، قالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أَن لهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذّنْبَ ويأْخُذُ بِهِ؟ قدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شاءَ.
فلا يصيبنك الجزع لما وقعت فيه من المخالفة، وأنت إذا عاودت التوبة واستقمت على الشرع فلست من الفاسقين، بل سيمحو الله عنك أثر هذا الذنب بمنه وكرمه، وأما ما يلزمك: فإنك قد نقضت ما عاهدت الله عليه مرتين، فيلزمك كفارتا يمين، وراجع لبيان ذلك الفتويين رقم: 29746، ورقم: 119553.
والكفارة هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن عجزت عن جميع هذه الخصال فعليك صيام ثلاثة أيام والأحوط أن تكون متتابعة.
والله أعلم.