الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الانسان قد يحس بأن شيئا ما سيقع بسبب الملكة والفطنة والتأمل والفراسة، كما قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ { الحجر:75}.
أي المتفكرين الناظرين المعتبرين.
وفي الحديث: اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله. رواه الترمذي والطبراني، وحسنه السخاوي والعجلوني والهيثمي.
وفي الحديث: إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم. رواه الطبراني وحسنه الهيثمي بسنده.
وقد حصل كثير من هذا لكثير من السلف الصالح، مثل الإمام مالك والشافعي ومحمد بن الحسن، وأما الذي ينبغي فعله فهو الحرص على الانتفاع بالخير وتوقي الشر قدر الإمكان وعدم الجزع، وأن يكون المسلم عبدا لله شاكرا في الرخاء صابرا في الضراء، كما قال الله تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون { البقرة:155-156}.
وقوله تعالى واصفاً عباده الصالحين: إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّينَ { المعارج:19-22}.
وفي حديث مسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.
والله أعلم.