الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله أحسن الجزاء، وحفظ عليك دينك ودين زوجك وأولادك، وإنك على حق في تصورك لغلبة الفساد فيما تبثه القنوات الفضائية وخطورة ذلك على الصغار والكبار، وقد سبق أن بينا أن التلفاز سلاح ذو حدين، وأن العبرة بما يعرض فيه من المواد، وأن الغالب على حال كثير من القنوات اشتمالها على كثير من البرامج التي يغلب فيها الفساد على الصلاح، فراجعي للأهمية فتوانا بالرقم: 1886.
فما كان من هذه القنوات من هذا النوع لا يجوز إدخاله إلى البيوت، ولا سيما ما كان منها مفسدا للعقائد والأفكار ومثيرا للشبهات، وخاصة ما كان منها من قنوات الأطفال، فإن كان زوجك قد أدخل هذا النوع من القنوات فقد أساء فيجب عليه التخلص منها وإبقاء ما هو نافع، خاصة وأنه قد وعدك بعدم إدخال التلفاز إلى البيت أصلا، أما وقد أدخله فليكتف بالقنوات التي تفيده وتفيد أهله وأطفاله، وقد كثرت هذه القنوات في الآونة الأخيرة، بل توجد بعض مستقبلات القنوات التي لا تشتمل إلا على القنوات النظيفة، وبعضها يورد الأخبار لمن يريد متابعة الأخبار، والذي نوصيك به أنت خاصة محاورة زوجك في هذا الأمر برفق ولين، والحرص على تذكيره والتركيز معه على جانب مصلحة الأطفال خاصة والخوف عليهم، فإن هذا ربما استفزه ونبهه إلى خطورة الأمر، واحذري التشديد معه حتى يحصل الشقاق فيترتب عليه من المفاسد ما هو أعظم، وننبه إلى أن لفظ الآية التي أشرت إليها هو قول الله تعالى عن الخمر والميسر: وإثمهما أكبر من نفعهما ـ واللفظ الذي أوردت هو معنى هذه الآية، فقد أخذ منها العلماء أن كل ما كان ضرره أكبر من نفعه كان حراما.
والله أعلم.