الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخير ما يبتغى في الزوج دينه وخلقه، فصاحب الدين والخلق أرجى من يعرف للمرأة حقها ويحسن عشرتها ويتقي الله فيها، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبوله خاطبا، روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. والزوج الذي يغار على أهله ولا يرضى لها التعرض لأسباب الفتنة أمره محمود، فينبغي للمرأة التمسك به الحرص على زواجه منها. ولا يجوز للمرأة أصلا المشاركة في عمل يقتضي الاختلاط المحرم بالرجال إلا لضرورة كما بينا بالفتوى رقم: 522 ، وراجعي أيضا الفتوى رقم: 48092.
وتكوين الأسرة الصالحة من أهم الوظائف التي تقوم بها المرأة المسلمة، فإذا استقرت في بيتها عملا بقول ربها، واهتمت بتربية أولادها، فأحسنت تربيتهم وتنشئتهم على عقيدة وأخلاق الإسلام، فهذه أعظم خدمة تقدمها لدينها ووطنها، وأما إذا خرجت تختلط بالرجال اختلاطا محرما على زعم أنها تريد أن تخدم دينها، فأي خدمة تقدمها للدين وهي تعصي رب العالمين.
فننصحك بقبول هذا الرجل إن كان صاحب دين وخلق، وأن تطيعيه في المعروف. وإن كنت في حاجة للعمل وأذن لك في ذلك فيمكنك البحث عن عمل لا يترتب عليه أمر محرم من اختلاط أو نحوه. وإن أمكنك العمل من بيتك من خلال الانترنت مع بعض الشركات فافعلي. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 10590.
والله أعلم.