الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت تلك الفتاة صحيحة الاعتقاد ذات دين وخلق فالذي ننصحك به أن تسعى لإقناع والديك بالموافقة على زواجك منها وتستعين في ذلك بمن له تأثير عليهما من الأقارب أو غيرهم، فإن رفضا لمجرد انتساب أهلها إلى أهل البدع فلا حق لهما في ذلك ولا يلزمك طاعتهما في تركها ولا تكون عاقا لهما أو عاصيا لله بمخالفتهما في هذا الأمر، قال الهيتمي ـ رحمه الله تعالى: وحيث نشأ أمر الوالد أو نهيه عن مجرد الحمق لم يلتفت إليه أخذاً مما ذكره الأئمة في أمره لولده بطلاق زوجته.
لكن إذا لم يكن عليك ضرر في ترك زواجك منها فالأولى أن تبحث عن غيرها من ذوات الدين ممن يرتضيها والداك، وعلى كل الأحوال فإن عليك بر والديك وطاعتهما في المعروف، فإن بر الوالدين من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أواحفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
وإلى أن يتيسر لك العقد على الفتاة فعليك أن تقطع العلاقة بها وتكف عن محادثتها، فإن العلاقة مع الأجنبية ولو كانت بغرض الزواج فهي باب فتنة وفساد، وانظر الفتوى: 1932.
والله أعلم.