الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قصد السائل ب "الوداع" الفراق، و تمني عدم خلق الله له أصلا أو تمني عدم وجوده بين الأهل والأحبة. فهذا جائز لا حرج فيه- إن شاء الله تعالى- وهو أولى بالجواز من تمني تبديل الأحكام الشرعية بأخف منها أو عدم شرعها أصلا، وقد ذكر أهل العلم جوازه.
جاء في نوازل الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي: "وأجاب- رحمه الله- بأن من تمنى تبديل الأحكام بأنها لم تشرع أصلا، أو بأخف منها فهو جائز، نص عليه ابن حجر في أول فتح الباري.
وقال الشيخ أحمدُّ في نظمه للنوازل:
ومن يقل لحكم شيء عُـرفا * في الشرع ليت عنا ذاك خُفّفا
أو ليته في شرعنا لم يشرع * فـقـول ذاك جـائز لم يـمنع
ولكن لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بتمني مثل ذلك. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 55397.
والله أعلم.