الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي عليه أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار لا تفنيان. كما قال الطحاوي في عقيدته المشهورة: والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان ولاتبيدان .
وقال ابن حزم في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان ).
وهذا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله تعالى عن أهل النار: ( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً *إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً) [النساء: 168-169]
وقوله: ( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً* خالدين فيها أبداً ) [الأحزاب:64-65 ] وقوله: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ) [الجن: 23] وقوله: ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون* لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ) [الزخرف: 74-75 ]
وقوله : (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) [النساء :14]
وقوله تعالى: ( ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا يعملون ) [فصلت 28]
فالنار باقية لا تفنى وكذلك أهلها من الكفار والمنافقين، ولا يخرج منها إلا عصاة الموحدين بالشفاعة أو بعد تنقيتهم وتهذيبهم.
وقال الله تعالى في شأن الجنة وأهلها:
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية* جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) [البينة 7-8] وقال تعالى: ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم ) [الدخان: 56]
وقال تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً* خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً ) [الكهف: 107] وقال تعالى: ( أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا ) [الرعد:35] وقال: (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) [ص 54]
إلى غير ذلك من الآيات.
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت "
فهذا هو الحق الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة، بناء على النصوص القطعية من القرآن والسنة.
والله أعلم.