الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تبت من ذنبك توبة نصوحا مستوفية لشروطها وأركانها من الندم على الذنب مع الإقلاع عنه والعزم على عدم العودة إليه فإن توبتك تمحو أثر ذنبك ـ بإذن الله ـ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه ابن ماجه وقال الحافظ ابن حجر: وسنده حسن.
قال المباركفوري في المرعاة: 2386ـ قوله: التائب من الذنب أي: توبة صحيحة وإطلاق الذنب يشمل الذنوب كلها، فيدل الحديث على أن التوبة مقبولة من أي ذنب كان، وظاهر الحديث يدل على أن التوبة إذا صحت بشرائطها فهي مقبولة كمن لا ذنب له أي: مثله في عدم تضرره، وقال السندي: ظاهره إن الذنب يرفع من صحائف أعماله، ويحتمل أن المراد التشبيه في عدم العقاب. انتهى.
وعليه، فإنه يرجى لك إن حافظت على الخصال المذكورة في الحديث أن تنالي هذا الأجر الموعود ـ بإذن الله ـ وأن تكوني ممن يدخلن الجنة من أي أبوابها شئت ما دمت قد تبت من هذا الذنب توبة صحيحة.
والله أعلم.