الترياق الشافي من الافتتنان بالنساء

16-11-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أيها الشيخ أنا رجل متزوج منذ ما يقرب من 10 سنوات ولي ثلاثة أطفال وزوجتي امرأة فاضلة وحالتي المادية جديدة والحمد لله لكنني في السنوات الأخيرة أصبحت أتوق إلى النساء بشدة حتى أصبحت رؤيتهن في الشارع بجلابيبهن تثيرني رغم أنني أحاول جاهدا غض بصري عنهن لقد تغيرت كثيرا لم أكن قبل أن أتزوج ألقي كثير اهتمام للنساء خاصة إذا كن متسترات، إنني أشعر بخيبة أمل كبيرة إذا اعتذرت زوجتي عن الفراش وقد تكون معذورة أو وافقت لكن دون رغبة منها فيه ـ وكثيرا ما يحدث هذا ـ لقد أصبح هذا الأمر يؤثر في سلوكي بالغضب السريع وفي عملي بالتكاسل فيه وفي فكري حتى إنه إذا اشتدت رغبتي تأتيني أفكار الجنس وأنا في الصلاة، والمشكلة الأعظم أن الشيطان وجد ضالته في فتارة يحملني على فتح النت والبحث في قوقل عن العناوين المثيرة ـ تصفح عناوين فقط ـ دون أن أرى شيئا وتارة يأتيني ويقول لماذا كل هذا التعب أولاد ومسؤولية وتكاليف كثيرة دون أن تجد ما تريد من راحة وإشباع وبإمكانك أن تجد ما تريد في أي وقت تشاء ومع من تشاء أشكال وألوان تجديد مستمر وبأقل التكاليف إنني أجاهد نفسي والشيطان لكن أخاف أن يغلباني مع العلم أنني لم أعد أرى المسلسلات والأفلام منذ ما يقرب عشرين عاما وكانت رؤيتي لها في صغري ومقتبل شبابي أما الآن فلا يوجد في بيتنا دش ولم نعد نشغل التلفاز، أرجو توجيهي ونصحي فأنا أحب الدين وأحاول الالتزام بتعاليمه.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فنسأل الله أن يتوب عليك ويهديك لأرشد أمرك، ثم اعلم وفقك الله أن النساء من حبائل الشيطان التي يصيد بها بني آدم، وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم فتنتهن على أمته وحذرهم منها أشد تحذير فقال صلوات الله عليه: واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. خرجه مسلم.

ونحن ننصحك أن تجتهد في سد هذا الباب على نفسك بالبحث عن إعفافها، وذلك أولا بمصارحة زوجتك بحاجتك ومطالبتها بسدها بكل ما يمكنها القيام به ثم إن لم يف هذا فيمكنك أن تتزوج بثانية إن استطعت، فإن تعذر عليك ذلك فاستعن بالأدوية النبوية ومنها الصيام فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، وعليك بمجاهدة نفسك حتى لا تسترسل مع هذه الأفكار، واجتهد في دعاء الله تعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء، وإياك وما تفعله من البحث في محرك البحث عن العناوين المثيرة فإن هذا يفضي إلى ولوج باب الشر، ومعظم النار من مستصغر الشرر فلا تفتح على نفسك بابا للفتنة فإن من تشرف للفتن تشرفت له.

وأما ما يلقيه الشيطان في قلبك من تلك الأفكار فعلاجه أن تعلم أن تلك المسؤولية والعناء في تربية الأطفال والقيام عليهم موجب للمثوبة العظيمة ومقرب إلى الله تعالى، وأن هذه اللذات السهلة الميسورة التي يغريك بها ويزينها لك وإن كانت سهلة المنال حقا لكنها مرة العاقبة، فهي كطعام شهي لذيذ لكنه مسموم، فهل ترى عاقلا يقدم على تعاطيه، ولا خير في لذة ينالها العبد بيسر ثم تكون عاقبتها غضب الله تعالى وسخطه عياذا بالله من ذلك، ولقد أحسن من قال:

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها    من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبقى عواقب سوء في مغبتها    لا خير في لذة من بعدها النار.

وأكثر من سماع المحاضرات الوعظية وقراءة كتب الرقائق ونحوها نسأل الله لنا ولك صلاح القلب.

والله أعلم.

www.islamweb.net