الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك ويهديك لأرشد أمرك، ثم اعلم وفقك الله أن النساء من حبائل الشيطان التي يصيد بها بني آدم، وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم فتنتهن على أمته وحذرهم منها أشد تحذير فقال صلوات الله عليه: واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. خرجه مسلم.
ونحن ننصحك أن تجتهد في سد هذا الباب على نفسك بالبحث عن إعفافها، وذلك أولا بمصارحة زوجتك بحاجتك ومطالبتها بسدها بكل ما يمكنها القيام به ثم إن لم يف هذا فيمكنك أن تتزوج بثانية إن استطعت، فإن تعذر عليك ذلك فاستعن بالأدوية النبوية ومنها الصيام فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، وعليك بمجاهدة نفسك حتى لا تسترسل مع هذه الأفكار، واجتهد في دعاء الله تعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء، وإياك وما تفعله من البحث في محرك البحث عن العناوين المثيرة فإن هذا يفضي إلى ولوج باب الشر، ومعظم النار من مستصغر الشرر فلا تفتح على نفسك بابا للفتنة فإن من تشرف للفتن تشرفت له.
وأما ما يلقيه الشيطان في قلبك من تلك الأفكار فعلاجه أن تعلم أن تلك المسؤولية والعناء في تربية الأطفال والقيام عليهم موجب للمثوبة العظيمة ومقرب إلى الله تعالى، وأن هذه اللذات السهلة الميسورة التي يغريك بها ويزينها لك وإن كانت سهلة المنال حقا لكنها مرة العاقبة، فهي كطعام شهي لذيذ لكنه مسموم، فهل ترى عاقلا يقدم على تعاطيه، ولا خير في لذة ينالها العبد بيسر ثم تكون عاقبتها غضب الله تعالى وسخطه عياذا بالله من ذلك، ولقد أحسن من قال:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار.
وأكثر من سماع المحاضرات الوعظية وقراءة كتب الرقائق ونحوها نسأل الله لنا ولك صلاح القلب.
والله أعلم.