الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليكم بمعاملة عمتكم بالتي هي أحسن، وإن أخطأت في حقكم وظلمتكم -حسبما ذكرتم-، لأن الله -سبحانه وتعالى- أعد جنته للمتقين، وقال واصفاً إياهم: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134]، فالعفو عن كل من ظلم من سمات المتقين وميزاتهم، فكيف بالعفو عن الأقارب منهم وذوي الأرحام.
وعليكم -أيضاً- بمحاولة الصلح معها مرة أخرى، وبمواصلتها بالرسائل أو التلفون أو نحو ذلك، فإن هذا من الأسباب التي تقربها وتذهب ما في قلبها من بغضكم، فإذا فوجئت بأنكم تواصلونها رغم القطيعة التي تأتي من قبلها، فستشعر بأنها مخطئة، وترجع إليكم كما كانت قبل حدوث المشاكل بينكم.
هذا هو واجبكم تجاهها، مع أنه لا ينبغي أن تصدقوا كل ما بلغكم عنها، فإن بدأتم بالإحسان إليها وبمواصلتها فإنكم الرابحون، سواء استجابت لكم أو لم تستجب لكم، ولابد أن تستجيب -إن شاء الله-، فلا حل لمشكلتكم مع عمتكم إلا الصفح ومقابلة السيئة -إذا كانت تأتي من قبلها- بالحسنة من قبلكم، فقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
وقال الله -جلَّ وعلا-: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34-35].
والله أعلم.