الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت من أن زوجك قد أقر بأنه يمارس الفاحشة مع هؤلاء الفتيات فهو زوج سيء الفعال وآت لما يغضب العزيز الجبار. وليس المطلوب منه مجرد الوفاء بما وعدك به من التغير وترك هذه الممارسات، بل يجب عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا، وشروط التوبة قد بيناها بالفتوى رقم 5450.
ولا يجوز للزوج أن يهجر زوجته في الفراش لغير سبب مشروع كنشوزها مثلا، فإن هذا يتنافى مع حسن عشرة الزوجة.
قال الشيخ ابن عثيمين كما في فتاوى نور على الدرب: الزوج الذي هجر زوجته أو نشز عنها مع قيامها بحقه إذا كان الحامل له على ذلك العلو والاستكبار فإن الله تعالى أعلى منه وأكبر منه، فعليه أن يتوب إلى الله وأن يخشى العلي الكبير جل وعلا....اهـ.
وإن كان تاركا للصلاة فأمره أعظم وإثمه أشد، فترك الصلاة من الأمور الخطيرة حتى أن بعض الفقهاء كالحنابلة في المشهور من مذهبهم قد ذهبوا إلى أن تارك الصلاة كافر خارج عن ملة الإسلام ولو تركها تكاسلا، والجمهور على خلاف ذلك كما أوضحنا بالفتوى رقم 1145. فالذي نوصيك به هو أن تستمري في نصحه وتخويفه بالله تعالى، فإن تاب إلى الله وأناب فالحمد لله وإلا فلا خير لك في البقاء في عصمته، والولد يحفظه الله بإذنه سبحانه. وما ضرك لو علم أهلك فراقك لزوج هذا حاله من السوء. ومن يمارس الفاحشة مع النساء لا يبعد أن ينقل لزوجته الأمراض الخطيرة.
وأما الدعاء فلا تعجزي عنه فأعجز الناس من عجز عن الدعاء، ولا تيأسي وتتوقفي عن الدعاء فالعبد فقير إلى ربه محتاج إليه، قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ.[فاطر:15 ]. وإذا تركت الدعاء على زعم أن رب العالمين لم يستجب دعاءك فكأنك بذلك تحاسبين ربك وتعترضين على حكمه، فأنت ما عليك إلا الدعاء، وهو بحكمته وعلمه أدرى بما يصلح عبده، وربما يكون أراد أن يبتليك بمثل هذا الزوج، فيرفع بذلك درجاتك ويكفر سيئاتك. قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون. [الأنبياء:35 ]. وروى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .
والله أعلم.