الرجل والمرأة في ظل الشريعة

14-11-2011 | إسلام ويب

السؤال:
هناك سؤال يحيرني وهو: كم الآيات والأحاديث التي جاءت في فتنة المرأة أذكر منها: زين للناس حب الشهوات من النساء، وخلق الإنسان ضعيفا، وقد فسرها ابن عباس أي لا صبر له عن النساء، وآيات أخرى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء، واتقوا الدنيا واتقوا النساء، ووالله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش والنساء حبائل الشيطان، وإذا خرجت المرأة من بيتها استشرفها الشيطان ـ بل لقد أباح الشرع للرجل أن يتزوج أربع نساء وأمر الشرع المرأة بالحجاب بل وربما بالنقاب إلى آخر هذه الأدلة التي تدل على أن المرأة هي المطلوبة وأن الرجل هو الذى يستمتع بها، بل والواقع أيضا يثبت ذلك فتجد مثلا الرجال ينظرون للنساء في كل مكان إلى آخره ولكن رغم كل هذا أسمع من الناس عامة والعلماء خاصة بأن المرأة مثل الرجل تماما في الشهوة وأنها تنظر أيضا للرجال بشهوة وأنها تشتهي الرجل كما يشتهيها إلى آخر هذا فكيف الجمع بين هذا التناقض البين؟ لا أفهم ذلك أبدا وإن كان ذلك كذلك أليس يبدو هذا ظلما لها بأن يكون كل العبء عليها فمثلا إن دعاها للفراش فأبت باتت تلعنها الملائكة، أرجوكم أريد إجابة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم أن الرجل يميل إلى المرأة ويشتهيها، وفي المقابل تميل المرأة إلى الرجل وتشتهيه، ولكن لما كانت المرأة مطبوعة على التكسر والليونة في الكلام والحركات ونحو ذلك مما هو سبب في إثارة الغرائز وتحريك الشهوات وكان في الرجال من الجرأة على النساء ما ليس في النساء على الرجال حيث يغلب على طبعهن الحياء، كانت النصوص الشرعية أكثر تركيزا على تحذير الرجال من فتنة النساء، والتزام المرأة بالضوابط الشرعية من الستر والحشمة يجعلها المستفيد الأول من ذلك حيث إنها بذلك تمنع نفسها من أذى الذئاب البشرية، قال تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدن أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما { الأحزاب:59 }.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان عند الكلام عن تفسير هذه الآية: لأن إدناءهن عليهن من جلابيبهن يشعر بأنهن حرائر، فهو أدنى وأقرب لأن يعرفن، أي يعلم أنهن حرائر، فلا يؤذين من قبل الفساق الذين يتعرضون للإماء، وهذا هو الذي فسر به أهل العلم بالتفسير هذه الآية، وهو واضح، وليس المراد منه أن تعرض الفساق للإماء جائز ولا شك أن المتعرضين لهن من الذين في قلوبهم مرض، وأنهم يدخلون في عموم قوله: وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، في قوله تعالى: لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا {الأحزاب: 60-61} اهـ. 

وأما كون الرجل أقوى شهوة من المرأة أو أن المرأة أقوى شهوة من الرجل، فهذه المسألة قد تكلم عنها العلماء قديما ويمكنك أن تراجعي فيها الفتوى رقم: 6464

وعلى كل حال، فليس لهذا علاقة بما ذكر من كون الرجل يتزوج أكثر من امرأة، والمرأة ليس لها أن تتزوج إلا برجل واحد أو كون المرأة يجب عليها إجابة زوجها إن دعاها إلى الفراش بخلاف الرجل، فلهذا أسباب أخر سبق بيانها، فراجعي الفتوى رقم: 68657.

والنظرة الضيقة للأمور هي التي تضيع بسببها كثير من الحقائق عن أذهان كثير من الناس فيسارع إلى اتهام الإسلام بما هو منه براء، فالواجب الحذر. 

والله أعلم.

www.islamweb.net