الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن ما فعلته خطأ عظيم وجرم جسيم، وهو ردة عن الإسلام ـ والعياذ بالله ـ فإن سب الله كفر ولو وقع على سبيل اللعب كما قال تعالى: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم { التوبة: 65}.
ولكن ليس معنى هذا أن باب الرحمة قد أغلق في وجهك، بل رحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء، وهو تعالى يقبل التوبة عن عباده مهما عظمت ذنوبهم إذا تابوا منها توبة صادقة كما قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم { الزمر:53}.
والظاهر من حالك أنك ندمت ندما شديدا على هذا الفعل وصدقت في التوبة منه، فنسأل الله أن يتقبل توبتك وأن يتجاوز عنك. فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تثقي بعفو الله، وأن يعظم رجاؤك في فضله ومغفرته، وأن تجتهدي في الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله تعالى بما أمكنك من صنوف الطاعات، وإذا صدقت توبتك وكانت توبة نصوحا فإن ذنبك هذا كأن لم يكن، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، قال تعالى: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم {النساء:17}.
فأقبلي على ربك تعالى وأخلصي له العبادة واجتهدي في دعائه، ولا يحملنك هذا الذنب على ترك الدعاء أو أن تظني أن الله لا يقبل منك، فإن رحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء، وقد سبقت رحمته تعالى غضبه، فهو سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، ولا تتركي الشيطان يلعب بك ويقنطك من رحمة الله تعالى.
والله أعلم.