الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء وهو الذي أسميته بالعادة السرية فعل محرم لا يجوز للمسلم الإقدام عليه، ويترتب عليه كثير من الأضرار على المسلم في دينه وبدنه وله عواقبه السيئة، وقد بينا جملة من أضراره بالفتوى رقم: 7170، وقد ضمناها أيضا بعض الوسائل المعينة على التخلص من هذه العادة فراجعها للأهمية.
وهذا الرجل الذي استنصحته فنصحك بأن لا تمسك شهوتك إن كان يعني بذلك أن تمارس عادة الاستمناء فإنه ما نصحك بل غشك، فلا تلتفت إلى مثل هذا الكلام، واجتنب مهيجات الشهوة، ولو قدر أن ثارت شهوتك فأشغل نفسك بالطاعة والذكر ومجالسة أهل الخير واجتنب الوحدة ومصاحبة أهل الفسق، ونوصيك بالسلاح النافع وهو الدعاء بأن تتضرع إلى ربك وتدعوه بهذا الدعاء الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
وما ذكرت من الوسوسة التي أصابتك فهي من الشيطان، وهو يتسلط على أهل الفسق والعصيان، قال تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا { مريم: 83 }.
أي تزعجهم إلى المعاصي وتدفعهم إليها، فاستعذ بالله من شره، فمن استعاذ بالله أعاذه، ولم نفهم ما تعني بالتعويض عما حدث في الفترة السابقة، وعلى كل فلا يجوز لك الاستمناء، ويجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى عما بدر منك في الفترة السابقة سواء بالنسبة للاستمناء أو احتضانك لتلك الفتاة، وكما أسلفنا أنه يجب عليك الابتعاد عما قد يهيج الشهوة لا أن تتعرض لما قد يهيجها، وبذلك يمكن أن تسلم ويسلم لك دينك، وننبه إلى أن المذي نجس يجب غسله من الثوب أو الجسد، وهو ليس كالمني فلا يوجب الغسل ولكن يوجب الوضوء، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 19559.
والله أعلم.