الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تعطيه شيئا لأجل عمله، ولايجوز له طلب ذلك لأنه داخل في الرشوة وهدايا العمال التي سماها الشرع غلولا. ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :هدايا العمال غلول. صححه الألباني. وقال: لعن الله الراشي والمرتشي. رواه أحمد وأبو داود.
فأنت لم تهد إليه إلا من أجل عمله ووظيفته وطمعا في محاباته والتأثير عليه، وهو لم يطلب ذلك إلا لأنه اختارك لتوريد حاجات شركته وهو يأخذ مقابل ذلك راتبا من جهة عمله وهو مؤتمن عليه، ولسد باب الرشا والغلول فقد منع الشرع هدايا العمال الموظفين مطلقا، وقد نقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلا أهدى له فخذ جزور، ثم أتاه بعد مدة معه خصمه فقال : يا أمير المؤمنين اقض لي قضاء فصلا كما يفصل الفخذ من الجزور ؟ فضرب عمر بيده على فخذه وقال : الله أكبر، اكتبوا إلى الآفاق : هدايا العمال غلول.
والله أعلم.