الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيظهر لنا أن الأخ السائل مبتلى بالوسوسة نسأل الله أن يشفيه منها, وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أن العادة السرية محرمة في رمضان وغيره، وأنها في رمضان أشد وفي نهاره أعظم تحريما, ولا يفسد الصوم بها إلا إذا نزل المني, ومن فسد صومه بها لزمه القضاء فقط ولا تلزمه الكفارة؛ لأن الكفارة تجب بالجماع فقط, ومن فعلها جاهلا بأنها من المفطرات فصومه صحيح ولم يلزمه القضاء حتى ولو نزل المني في المفتى به عندنا كما في الفتوى رقم 143137, والفتوى رقم 150633والفتوى رقم 114275.
وإذا شككت في كونك فعلتها أم لم تفعلها فالأصل عدم الفعل وبراءة الذمة ولم يلزمك شيء، فلا تفتح على نفسك باب الوسوسة , ولا ينبغي لك إعادة الوضوء والصلاة استجابة لداعي الشك، فإن هذا خطوة من خطوات الشيطان يستدرجك بها إلى أن يوقعك في استثقال العبادة ومن ثم تركها، وقد قال تعالى: ... وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. سورة البقرة : 168.
وأما الحج فهو سبب لمغفرة الذنوب صغيرها وكبيرها لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. رواه البخاري.
قال الحافظ في الفتح: وَظَاهِرُهُ غُفْرَانُ الصَّغَائِرِ وَالْكَبَائِرِ وَالتَّبِعَاتِ ... اهـ , وانظر الفتوى رقم 133025 حكم من أخل بشرط أو ركن في العبادة جاهلا به, والفتوى رقم 3086 عن الوسواس القهري : ماهيته – علاجه .
والله تعالى أعلم.