الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أنّ الزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائرالتي تجلب غضب الله، وإذا كان الزنا بذات زوج كان أشنع وأقبح ولا سيما إذا حملت المرأة من الزنا فأفسدت فراش زوجها ودنست عرضه، فما أعظم هذا الجرم! وما أشد هذا الإثم!
لكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب، وانظر الفتوى رقم: 39210.
واعلم أن البنت التي ولدتها تلك المرأة لا تنسب لك بحال وليس بينك وبينها صلة شرعية، وإنما تنسب لزوج المرأة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش، وللعاهر الحجر. متفق عليه.
وانظر الفتوى رقم: 30488.
وما ذكرته من التفكير في التخلص من تلك البنت إنما هو من وحي الشيطان الذي يريد أن يوقعكما في جريمة أكبر وإثم أشد مما وقعتما فيه، فإن قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما.
فبادر بالتوبة إلى الله واحذر من التسويف، واعلم أن من صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية ويقطع الطرق الموصلة إليها ويحسم مادة الشر، فعليك أن تجتهد في سد أبواب الفتن وتحذر من استدراج الشيطان واتباع خطواته، فاقطع كل علاقة بتلك المرأة ولا تلتفت لكلامها الساقط وحيلها الشيطانية التي تريد لك أن لا تخرج من مستنقع الرذيلة وتنجو من غضب الله ، واعلم أنك وقعت فيما وقعت فيه لتفريطك وتهاونك في حدود الله في شأن التعامل مع النساء، فعليك أن تقف عند حدود الله فتغض بصرك عن الحرام وتجتنب الخلوة بالنساء غير المحارم والاختلاط والكلام معهن بغير حاجة، وعليك أن تبادر بالزواج لتعف نفسك وتحصن فرجك، واشغل أوقاتك بما ينفعك في دينك ودنياك، واحرص على صحبة الصالحين، وسماع الدروس والمواعظ النافعة، مع كثرة الاستغفار والدعاء، فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.