العمل في هذه المؤسسة بعضه جائز وبعضه محرم

29-9-2011 | إسلام ويب

السؤال:
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من نفع للمسلمين ودعائي لكم بالإخلاص والقبول والتوفيق.
أعمل موظفا بالبريد التونسي وأستفتي عن طبيعة العمل بهذه المؤسسة، مع العلم أني رب أسرة وفي كفالتي والدتي، ومتسوغ لمحل سكناي، ولي قطعة أرض بصدد بناء منزل عليها (البناء في بدايته).
هذه المؤسسة حكومية وهي مؤسسة خدمات (بريدية و مالية) وتشمل ما يقارب 90 خدمة.
من ضمن هذه الخدمات :
1. خدمة الادخار البريدي : وتلعب المؤسسة المذكورة دور الوسيط بين مركز الادخار والحريف، حيث إن المدخر يودع مبالغ مالية وفي كل ثلاثة أشهر يتم إضافة فائض ربوي إلى رصيده، وأنا مكلف بتنزيل هذا الفائض على دفتر الحريف، مع العلم أني أرفض هذا الأمر في أغلب الأحيان لكني في أحيان أخرى أجد نفسي مكرها على أداء هذه المهمة.
2.خدمة فتح الحساب الجاري: وهو حساب يتم عن طريقه صرف رواتب الموظفين والعملة، وهذا ليس به فوائض ربوية إلا أنه يتم خصم بعض الأموال منه مقابل بعض الخدمات الإدارية.
3.التأمين على السفر : تلعب المؤسسة دور الوسيط بين الحريف و مؤسسة تأمين تجاري وليس تعاوني.
4.الادخار طويل المدى و فيه تأمين على الحياة.
5.يوجد بهذه المؤسسة فرع يعنى بجمع وتوزيع الرسائل والطرود البريدية فقط.
إضافة إلى ذلك يوجد اختلاط في العمل بين الذكور والإناث.
كما أحيطكم علما أني يمكن أن أشتغل رئيس مكتب بريد وأكون بذلك بعيدا عن مباشرة الأمور الآنف ذكرها، إلا أني سأجد نفسي مشرفا عليها فآمر الأعوان بالقيام بهذه الأعمال، إضافة إلى أني سأحرم من صلاة الجماعة إذا قبلت بهذا المنصب نظرا لحساسية العمل كمسؤول عن هذا الفرع الذي يستوجب مني التواجد الدائم بالمقر.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تقوم به من إضافة المبلغ الربوي أو التوسط والدلالة على التأمين التجاري أمر محرم، فعليك التوبة إلى الله عز وجل وترك العمل في هذا المجال من أعمال هذه المؤسسة.

ولك أن تعمل في مجالات أخرى مباحة منها، كالفرع الذي ذكرت أنه يعنى بجمع وتوزيع الرسائل والطرود البريدية. وأما العمل كمشرف أو آمر بالأعمال المحرمة فهو حرام, وإن كان أقل حرمة من المباشرة . وإذا أضيف إلى ما ذكرته الاختلاط المحرم وترك صلاة الجماعة كان في ذلك مزيد إثم، فعليك أن تجتهد في الكسب الطيب ولو بترك العمل في المؤسسة مطلقا ما لم تكن مضطرا بحيث لا تجد عملا مباحا تنفق منه على نفسك ومن تعول، فلك -حينئذ- أن تبقى في هذا العمل حتى تجد غيره وتتخيير أقلها إثما لأن الضرورة تقدر بقدرها.

والله أعلم.

www.islamweb.net