الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته تلك المرأة من اعتبار ذلك الدم العائد دم استحاضة هو الصحيح، فإن هذا الدم لا يصلح جعله مع ما قبله حيضة واحدة، لأن مجموع مدتهما وما بينهما من نقاء تزيد على خمسة عشر يوما، ولا يصلح كذلك أن يجعل حيضة مستقلة، لأن مدة ما بين الدمين لا تبلغ ثلاثة عشر يوما عند الحنابلة، أو خمسة عشر عند الجمهور والتي هي أقل الطهر بين الحيضتين. ومن ثم فإنه يعد دم استحاضة يلزم هذه المرأة فيه أن تصلي وتصوم، وصومها صحيح، وتفعل ما تفعله المستحاضة من الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بوضوئها الفرض وما شاءت من النوافل، وعليها فيما يستقبل أن تعد ما وافق عادتها حيض وما عداه استحاضة حتى يشفيها الله تعالى.
والله أعلم.