الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا العمل الذي تفعله من القربات، وفيه اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن القيم في زاد المعاد مبينا هديه صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر: وكان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.
وفي سنن الترمذي عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة. وهو حديث حسن.
وتحرجك من أن يكون في هذا ضيق وحرج على المؤذن قد يكون مجرد وهم، وعلى فرض أن يكون المؤذن في حاجة إلى الذهاب قبل الشروق فيمكنك أن تصل معه إلى اتفاق على أن تقوم بإغلاق الباب عند انصرافك.
وأما ما ذكرت من إحساسك بأن في هذا العمل رياء فلا تلتفت إليه فهو من كيد الشيطان، والمطلوب منك أن تراعي الإخلاص في عملك ابتداء وتدافع كل خواطر تنافيه، ولا تترك هذا العمل الصالح خوفا من الناس، فقد قال بعض السلف: العمل من أجل الناس رياء، وترك العمل خوفا من الناس شرك. وفقك الله لما تحب وترضى ورزقك الإخلاص في القول والعمل.
والله أعلم.