الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من استحق العذاب في القبر سيصيبه ما كتب الله عليه، والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير يقدر أن يعذبه بما شاء مهما كانت حالة موته، قال العلامة محمد السفاريني ـ رحمه الله ـ في كتابه لوامع الأنوار البهية: من لم يدفن من مصلوب ونحوه يناله نصيبه من فتنة السؤال وضغطة القبر، قال الإمام المحقق في كتاب الروح: مما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر أم لم يقبر، فلو أكلته السباع أو حرق حتى صار رماداً أو نسف في الهواء أو غرق في البحر وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل من المقبور. انتهى.
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذه الدار. انتهى.
والله أعلم.