كيفية التوبة من المجاهرة بالمعصية

7-9-2011 | إسلام ويب

السؤال:
السؤال الأول: إخواني أنا من قبل قد جاهرت بالمعصية. فهل هناك أي طريقة لغفران ذلك الذنب؟ وهل بالتوبة تغفر؟
السؤال الثاني: ماهو المقصود بهذه الآية : إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هل يعني ذلك أنه إن كان هنالك مسيحي مؤمن بالله فقط وأن عيسى عليه السلام ليس ابنه وإنما رسول يدخل الجنة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد فعل المعصية يعتبر ذنبا يأثم فاعله، ولكن المجاهرة بفعلها يعتبر ذنبا آخر أقبح من ذنب المستتر، فقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين. لما في المجاهرة من الجرأة على الله تعالى والاستخفاف بحقه.

 ولكن من تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا تاب الله عليه وغفر ذنبه كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. (الشورى:25).  وكما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
ولذلك فإن طريق غفران ذنبك هو المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى من كل الذنوب والندم عليها، وعقد العزم الجازم على عدم العودة إليها فيما بقي من عمرك، فإن الله تعالى يقول:  قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. (الزمر:53).

وأما عن السؤال الثاني فقد قال المفسرون: إن المقصود بالآية الكريمة المذكورة : إن الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، والذين هادوا هم من آمنوا بموسى عليه السلام، وماتوا على ذلك قبل بعثة عيسى عليه السلام، أو أدركوه وآمنوا به، والنصارى وهم الذين آمنوا بعيسى عليه السلام وماتوا على ذلك قبل أن يدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم أو أدركوه وآمنوا به، والصابئون قيل: هم قوم من أتباع الأنبياء السابقين. هؤلاء جميعاً من آمن منهم بالله واليوم الآخر وصدق النبي الذي بعث إليه ومات على ذلك فله أجر عند ربه..
أما من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فرفض رسالته ولم يؤمن به فهو كافر لا يقبل منه غير الإسلام، لأن الإسلام هو دين الله الذي أرسل به أنبياءه جميعاً، ومعناه: الاستسلام والانقياد لله تعالى، والتصديق برسله جميعاً، قال تعالى: ( إن الدين عند الله الإسلام )
وبذلك تعلم أن النصراني أو اليهودي الذي يؤمن بالله فقط ولا يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم- لن يدخل الجنة ولو لم يكن يعتقد أن عيسى ليس ابن الله.. ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده؛ لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار.
وانظر الفتويين: 2924، 24670 للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

www.islamweb.net