الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسحر من أعظم الذنوب، فيحرم عمله وطلب فعله من السحرة، وقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذهاب للسحرة، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى عليه وسلم. قال المنذري: إسناده جيد.
وعن ابن مسعود قال: من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن لا يجوز اتهام أحد بالسحر ولا بطلبه من السحرة من دون بينة، ويتأكد ذلك في حق الوالدين فلا يجوز اتهامهم بالسحر، وإذا ثبت الأمر فلا ينبغي للولد أن يشتكي أباه للمحاكم ولا يسعى في سجنه، بل يحرص على بره وينصحه ويبين له الحكم الشرعي وما ثبت من الوعيد في هذا الأمر ويطلب منه السعي في فك السحر بما يشرع من الرقية الشرعية، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 55794، أن مقاضاة الأب وشكايته في المحاكم، يعتبر من العقوق الذي هو من أكبر الكبائر، وقد يدعو الأب على الولد، ودعوة الوالد مستجابة.
والله أعلم.